مهرجان الكاركاتير العربي المستقل


مهرجان الكاريكاتير العربي  والمهرجان العربي للرسم الكاركاتيرى 

- بلجيكا: الريشة عوضا عن السلاح

يعد الكاريكاتير أهم الفنون وأكثرها قدرة على التغيير،وذلك نظرا إلى سهولة تقبله وفهمه من مختلف الفئات،إذ يقدم أكثر القضايا تعقيدا بأسلوب سلس يفهمه الجميع،ما يجعله الفن الأكثر إثارة وقدرة على التعبير،إذ يعتبر الكاريكاتير أكثر الفنون نجاعة في نقد الواقع الاجتماعي والسياسي وغيره من القضايا،ولهذا تخشاه أعتى الدكتاتوريات.


 * مدونة حديث وكاركاتير تنقل الخبر كما جاء على صحيفة العرب


..[نُشر في 2017/09/29،العدد: 10766،ص(14)]
بغداد - علي إبراهـيم الدليمي

نشأ فن الكاريكاتير العربي،مع بداية تطور الصحافة المصرية في ثلاثينات القرن المنصرم،بما يمتاز به الفنانون المصريون من روح النكتة ونفاذ الفكرة ورشاقة الخطوط، فضلا عن اسهامهم المتفاعل في عملية النقد الاجتماعي والسياسي الجاد بكل حرية وسداد.

يرفع مهرجان الكاريكاتير العربي المستقل، والمدعوم من مؤسسات بلجيكية عدة، شعار“قلم عِوضاً عن السلاح”،مقدمًا رسومات كاريكاتيرية لعدد كبير من رسامي الكاريكاتير السوريين والعرب، الذين يقفون بشجاعة في مواجهة التطرف والدكتاتورية، لتشكل رسوماتهم حاجز صدّ جديد ضد تكميم الأفواه،والظلم الواقع على الكثير من مناطق الصراع في عالمنا العربي في الوقت الراهن، وعلى رأسها القضية السورية.

رسومات كاريكاتيرية لعدد كبير من رسامي الكاريكاتير السوريين والعرب،الذين يقفون بشجاعة في مواجهة التطرف والدكتاتورية


https://www.facebook.com/arabfoc/

ما بين مدة منتصف الستينات حتى السبعينات من القرن الماضي، برزت نخبة جديدة من رسامي الكاريكاتير الشباب المتخصصين،وهم يحملون أفكارا واعية ورغبة جامحة بتجسيد واستلهام الواقع الاجتماعي والسياسي،كل له رؤيته الخاصة في عملية الترجمة الموضوعية، وكل يبحث ويؤسس أو لديه أسلوبه الفني الذي يميزه عن الآخرين،حيث الاختزال في الخطوط، والمتعة في المشاهدة،ودغدغة المشاعر والأحاسيس،وقد أثبتت رسوماتهم حضورها الجماهيري الواسع والفاعل.



https://www.facebook.com/arabcartoonfestival

ونستطيع أن نطلق عليهم،إن جاز التعبير، بالرعيل الثاني،وتواصل الزمن ببروز أسماء كاريكاتيرية كثيرة متفاعلة مع الأحداث السياسية والاجتماعية المحلية والعالمية بشكل متميز.

 ومن➡️ أبرز رسامي الكاريكاتير المشاركين في الدورة الثانية للمهرجان هذا العام كل من الرسامين السوريين:جوان زيرو، وخالد البيه، وحازم حموي، وحميد سليمان، وحسام السعدي، ومرهف يوسف، وحكم الواهب، وسعد حاجو، وفراس ياشي وهاني عباس.ومن الأردن يشارك الفنانون: عماد حجاج، ومحمود هنداوي وعمر عبداللات، ومن مصر يحضر كل من عمر صديق ومحمد صبرة، ومن البحرين سارة قائد، كما يشارك عدد من رسامي الكاريكاتير الأوروبيين، على رأسهم البلجيكي رول دانون رئيس تحرير الصحيفة المصورة “ستريب خيدس” التي تعد أهم صحف رسوم الكاريكاتير البلجيكية.

العرب يمسكون الريشة

على الصعيد العربي، برع الكثير من رسامي الكاريكاتير الذين تخصص بعضهم في الكاريكاتير السياسي ودفع حياته ثمناً لفنه. ويذكر الرأي العام العربي حادث اغتيال رسام الكاريكاتير البارع ناجي العلي في لندن عام 1987، وهو مبتكر شخصية الفتى الفلسطيني حنظلة التي أصبحت رمزاً فلسطينياً عاش بعد وفاة صاحبة. وحتى الآن تتضارب الآراء بشأن القاتل الحقيقي ودوافع الاغتيال بعد أن سجلت الشرطة البريطانية الحادث ضد مجهول.

من الأسماء المعروفة عربياً في هذا الفن، صلاح جاهين في صحيفة «الأهرام» القاهرية، ومحمود كحيل وأمجد رسمي في صحيفة «الشرق الأوسط». وتشتهر أيضاً أسماء عربية متعددة، منها الليبي حسن دهيمش الملقب بـ«ساطور»، ومواطنه الليبي محمد زواوي الذي توفي في عام 2011، والأردني عماد حجاج مبتكر شخصية «أبو محجوب»، والسوري علي فرزات، ومواطنه رائد خليل، والمصريون مصطفى حسين، وجورج بهجوري، وأحمد طوغان، وعمرو سليم، والعراقي «غازي». 
* غياب المعايير: تتضاعف متاعب رسامي الكاريكاتير عن متاعب الصحافيين عموماً للكثير من الأسباب، أهمها غياب المعايير التي يمكن من خلالها تقييم أعمال هؤلاء الفنانين والحكم عليها. فرسام الكاريكاتير المبتكر بطبعه لا يتردد في التعبير عن فكرته برسوماته التي يمكن أن يساء فهمها. وبعض فناني الكاريكاتير يعتبرون أنفسهم فوق الرقابة، ويجدون في رسومهم فرصة للتعبير عما لا يستطيعه الصحافيون. ولذلك يقع بعضهم في مشكلات قضائية من دون قصد. وحتى هؤلاء الذين لا توجد لديهم معارضة أو احتجاجات على النظم السياسية في بلدانهم يجدون أنفسهم متهمين أحياناً في قضايا سياسية. من الأمثلة على ذلك، ما تعرض له صلاح جاهين الذي وقف أمام المدعي الاشتراكي في مصر السبعينات متهماً بالإساءة إلى الاتحاد الاشتراكي. كما تم التحقيق مع الرسام جورج البهجوري بسبب أنف جمال عبد الناصر الطويلة في إحدى رسوماته.
وعلى الرغم من غياب المعايير الأكاديمية والعملية للكاريكاتير، فإنه يعتبر وسيلة تعبير راقية تعتمد على المواهب الشخصية والمخزون الثقافي والمعرفي لكل فنان على حدة. وفي معظم الأحيان يفكر رسامو الكاريكاتير بصوت عالٍ لما يعتمل في الصدور من متاعب ومخاوف على نطاق عام. وهم في معظم الأحيان أول من يتفاعل مع نبض الشارع.

وعلى رغم جهود فناني الكاريكاتير وبراعتهم، فقد ذاقوا أكثر من غيرهم مرارة الاعتداءات على الإعلاميين، سواء في العالم العربي أو في الغرب. وعلى رأسهم يقف ناجي العلي الذي تلقى طلقة من مجهول في أغسطس (آب) عام 1987 في لندن. وشملت الاعتداءات أيضاً رسامي كاريكاتير عرباً، من شمال أفريقيا، ومنهم الجزائري جمال غانم، والتونسي جابر ماجري، والمغربي خالد قدارة، إضافة إلى السوري علي فرزات الذي تعرض لعملية اختطاف واعتداء في عام 2011.
الجيل الحالي من رسامي الكاريكاتير العرب سبقه أجيال من الرواد في الصحافة العربية في أواخر القرن التاسع عشر، على رغم أن بعضهم لم يكن عربياً. وفي مجلة «أبو نضارة» في مصر، وهي من أوائل المطبوعات التي نشرت رسومات كاريكاتيرية، استعان صاحبها يعقوب صنوع برسوم متعددة، كان بعضها من رسم فنانين إيطاليين. كما رسم الإسباني المقيم في مصر خوان سانتيز رسوماً كاريكاتيرية في مجلة «الكشكول». وفي منتصف عشرينات القرن الماضي استقر في مصر فنان الكاريكاتير الأرمني ألكسندر صاروخان واشتهر برسوماته المبتكرة في صحف عدة. ويعرف المصريون صاروخان من توقيع اسمه على رسوماته.
وجاء بعدهم جيل في بدايات القرن العشرين، كان أهم رموزه عبد المنعم رخا الذي نشر رسوماته في مجلة «الفنان»، ثم «روز اليوسف» و«الستار» و«النقيض». وأدت رسوماته إلى دخوله السجن في عام 1933 بتهمة الإساءة إلى الملك ولمدة أربع سنوات. وكان أول من دخل مجال الكاريكاتير السياسي وعمل بعد إطلاق سراحه في جريدة «المصري». لكنه تناول أيضاً قضايا اجتماعية وابتكر شخصيات فكاهية، مثل «رفيعة هانم» البدينة و«بنت البلد» الجذابة. وأنشأ وترأس الجمعية المصرية لرسامي الكاريكاتير، كما نال وسام الجمهورية في عام 1981.

* جذور تاريخية

ما زال فن الكاريكاتير يرتبط بالصحف الورقية على رغم ظهور الإنترنت وانتشاره. وهو فن لا يصلح لوسائل الإعلام الإلكترونية، وما ينشر منه تلفزيونياً يكون في الغالب مستعاراً من الصحف أو المجلات.

ومع ذلك، فإن الكاريكاتير يسبق الصحف بعصور وقرون. وتوجد في المتحف البريطاني بردية مصرية قديمة عليها رسم كاريكاتيري لأسد يلعب لعبة تشبه الشطرنج مع غزال، ويعتبر البعض هذه البردية أول رسم كاريكاتيري في العالم.
ومن مصر القديمة انتقل فن الكاريكاتير إلى إيطاليا، حتى أن أصل كلمة كاريكاتير يعود إلى كلمة «كاريكير» الإيطالية التي تعني المبالغة. وخلال عصر النهضة ظهر رسامون ونحاتون إيطاليون ثائرون على المعايير الدقيقة التي كانت تتبعها أكاديميات الفنون في إيطاليا، فظهرت رسومات وتماثيل فيها الكثير من المبالغة في القياسات بغرض السخرية من أكاديميات الفنون. وظل هذا النوع من الفن مقترناً بإيطاليا لمدة قرن كامل قبل أن ينتقل إلى أوروبا مع انتشار علوم وفنون عصر النهضة.

إحياء ذكرى «هيروشيما وناغازاكي» بأيدي فناني الكاريكاتير المصريين


يضم 50 لوحة وتنظمه «مؤسسة اليابان» في القاهرة.. ⬇️

بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين للقصف النووي على «هيروشيما وناغازاكي» الذي شنته الولايات المتحدة ضد الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس (آب) 1945، يحتضن مقر «مؤسسة اليابان» مكتب القاهرة معرض كاريكاتير بعنوان «هيروشيما بين الماضي والحاضر» الذي يضم 50 لوحة كاريكاتيرية يدور مضمونها حول المدينتين.
*⬆️صورة المنشور بالأعلى عمل لفنان الكاريكاتير هاني عبد الجواد،
 أما الصورة المرفقة➡️بالتعليق من أعمال فنان الكاريكاتير محمد عفتالمعرض الذي ينظم بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، واتحاد منظمات الكاريكاتير الدولي - فرع مصر (فيكو)، يشارك فيه 10 من فناني الكاريكاتير المصريين الذين يحاولون بريشاتهم إبراز ماضي وحاضر مدينتي هيروشيما وناغازاكي، وصمودهما وتحديهما لمأساة القصف، وذلك بغرض إيضاح ما حدث، وتأثير انفجار القنابل الذرية على المدينتين، وعلى اليابان، كما تتطرق بعض لوحات المعرض إلى مظاهر السلام، والثقافة اليابانية بوجه عام.

تعليقات